دراسة: الإمارات رائدة عالمياً في الخدمات اللوجستية

20 ابريل 2022

حسام عبدالنبي (دبي)
تعتبر الإمارات دولة رائدة عالمياً في مجال الخدمات اللوجستية وإدارة سلاسل التوريد، حيث استخدمت وطبقت أحدث أساليب التكنولوجيا في إدارة سلسلة التوريد لدعم تطوير قطاع الخدمات اللوجستية من خلال تطبيق قواعد المرونة والتعاون المستمر، حسب دراسة أعدتها الدكتورة شيرين نصار، المدير العالمي للدراسات اللوجستية ومديرة ماجستير الخدمات اللوجستية وإدارة سلسلة التوريد في جامعة «هيريوت وات دبي»، مؤكدة أن الموقع الجغرافي يلعب أيضاً دوراً إستراتيجياً في ريادة الإمارات عالمياً في مجال الخدمات اللوجستية وإدارة سلاسل التوريد، حيث جعل الدولة مركزاً للشحن والخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مساهمة العلاقات الوثيقة مع الموردين في المناطق الأخرى، وسرعة التسليم والقدرة على إدارة الطلبات المتزايدة من خلال استخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، وإنترنت الأشياء والمزيد في احتلال الدولة تلك المرتبة، خصوصاً في الفترات مثل رمضان، حيث يزيد معدل الاستهلاك وبالتالي يزداد حجم الطلبات.
ووفقاً لتقرير صادر عن غرفة تجارة وصناعة دبي، تشهد الخدمات اللوجستية والنقل ارتفاعاً كبيراً في الإمارات بمعدل 7.9% سنوياً في المتوسط، علاوة على ذلك، تقدر قيمة سوق الشحن والخدمات اللوجستية في الإمارات بـ 19. 65 مليار دولار أميركي في عام 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى 41.31 مليار دولار في عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 41.8% خلال الفترة المتوقعة.

ثقة المستهلكين
وأوضحت نصار، أن سلاسل توريد المواد الغذائية والمشروبات، عادة ما تكون تحت الأضواء خلال شهر رمضان، ولذا يعتبر القطاع واحداً من أسرع القطاعات نمواً وأكثرها تنافسية في دولة الإمارات.
وأشارت إلى أن سلسلة الإمداد الغذائي العالمي شهدت اضطرابات في الفترة الماضية، حيث أدت زيادة عمليات الشراء بسبب الارتباك أثناء جائحة كورونا إلى تعطيل سلاسل التوريد، كما أدى سوء تقدير الطلب على المنتجات الغذائية خلال فترة الإغلاق إلى حالة من الذعر لدى المستهلكين والطلب الغير المتوقع، إلى جانب النقص الحاد في الإمدادات. وذكرت أنه رغم ذلك الوضع العالمي، أظهرت حكومة دولة الإمارات نموذجاً فريداً من سرعة التكيف والاستجابة، فهي لم تؤمن الإمدادات الغذائية داخليًا كأولوية قصوى فحسب، بل قدمت أيضاً الدعم إلى البلدان الأخرى، لافتة إلى أنه مع حلول شهر رمضان، يختلف الوضع تمامًا لأن الشركات تتعامل مع نوع مختلف من الطلب، حيث يكون موسمياً ويمكن التنبؤ به، وذلك كان من أهم العوامل الرئيسية التي ساهمت في نجاح الإمارات في تنفيذ وتطبيق سلاسل توريد فعالة، خاصة خلال أوقات الطلب المتزايد مثل شهر رمضان، هو وجود قاعدة توريد متنوعة، والتحول نحو الأتمتة والرقمنة والمرونة،
بالإضافة إلى أن التوفير المستمر للسلع (بغض النظر عن طبيعة الطلب)، أوجد ثقة عالية بين المستهلكين في دولة الإمارات، وقضى على الشراء بدافع التخزين أو الشراء بدافع الذعر والارتباك.

نظم الاتمتة
ووفقاً لـ الدكتورة شيرين نصار، فإن حلول أتمتة المستودعات، مثل روبوتات التسليم على سبيل المثال، تساهم أيضاً في نجاح إدارة سلسلة التوريد؛ إذ يعتبر حجم الطلبات وسرعة التسليم هو عنق الزجاجة، ولا يمكن لأحد أن يتعامل معها من دون التكنولوجيا.
وقالت: إنه يجب استخدام التكنولوجيا لتحقيق أسرع وقت للتسليم، مع إنشاء شبكة إمدادات لدعم عمليات التسليم في الميل الأخير، من خلال الشراكات مع مزودي الخدمات والحلول اللوجستية والاستخدام الفعال للأسطول الخاص بالشركة، بما يضمن كفاءة العمليات، مبينة أنه وفقاً لتقرير صادر عن شركة IBM، فإن 70% من المديرين التنفيذيين لسلاسل التوريد يخططون للاعتماد على الذكاء الاصطناعي والحلول الذكية لإدارة الطلب والتنبؤ في السنوات الثلاث المقبلة، حيث إنهم يعطون الأولوية للدقة والكفاءة، ما يعني أن الصناعة ستستمر في الاستفادة من خلال مزيد من الاعتماد على نظم الأتمتة الحديثة.

مصدر:دراسة: الإمارات رائدة عالمياً في الخدمات اللوجستية – صحيفة الاتحاد (alittihad.ae)