حالة عدم الإتزان تواصل السيطرة علي أسواق النفط العالمية بفعل مخاوف شح الإمداد وتراجع الطلب
مايو 4, 2022 8:00 م
شهدت أسواق النفط العالمية موجة من التقلبات، وأخذت الأسعار في مواصلة الهبوط والارتفاع خلال الشهر الماضي وتحديدا في أواخره، إلا أن كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط سجلوا مكاسبهم الشهرية الخامسة على التوالي. حيث أنهى برنت أبريل على ارتفاع 1.3% ، بينما أغلق خام غرب تكساس الوسيط على ارتفاع 4.4%.
كانت أسعار النفط قد سجلت عدة قفزات منذ بدأ الحرب علي أوكرانيا حتي أنها قاربت مستوي 140 دولار للبرميل، وسط سيطرة تخوفات من أن تقرر موسكو غلق صنابير النفط ردًا على موجة العقوبات المفروضة عليها من قبل الداعمين لأوكرانيا وعلى رأسهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، حيث أن روسيا تمثل 13% من إنتاج النفط عالميا. كما أظهرت وثيقة لوزارة الاقتصاد الروسية أن إنتاج النفط الروسي قد ينخفض بما يصل إلى 17 بالمئة هذا العام.
لكن لم تكون مخاوف العرض فقط المسيطرة علي الساحة، فقد برزت أيضا حالة من القلق بشأن احتمال تسبب استراتيجية الصين – أكبر مستورد للنفط في العالم – الخاصة بالحد من انتشار كورونا في ضعف الطلب. ومع بدأ الأسبوع الأول من شهر مايو لا تزال هناك عوامل طلب هبوطية تلوح في الأفق. ولم تظهر الصين أي علامات على تخفيف إجراءات الإغلاق التي أضرت باقتصادها وسلاسل التوريد العالمية.
توقعات أسعار النفط.. قد يعاود الارتفاع إلى 130 دولارًا للبرميل
رفع مورجان ستانلي توقعاتها لسعر خام برنت في الربع الثالث بمقدار 10 دولارات للبرميل إلى 130 دولارًا وسط «عجز أكبر» هذا العام بسبب انخفاض المعروض من روسيا وإيران ، والذي من المرجح أن يفوق الرياح المعاكسة للطلب على المدى القصير.
وأوضح البنك في مذكرة: أن «سوق النفط يتصارع مع مراجعات الناتج المحلي الإجمالي السلبية ، وتأثيرات سياسة الصين الخاصة بعدم وجود كورونا وإصدار كبير بشكل خاص من احتياطيات البترول الاستراتيجية». وأضاف: «ما زالت توقعاتنا تشير إلى تراجع المخزونات وتقلص الطاقة الفائضة مع بدء العام».
قلص بنك أوف أمريكا توقعاته لارتفاعات أسعار النفط كحد أقصي من 150 دولارًا للبرميل إلي 120 دولارًا للبرميل. موضحا أن ملايين براميل النفط التي حررتها الولايات المتحدة وحكومات أخرى في السوق العالمية يجب أن تساعد في إبقاء الأسعار تحت السيطرة خلال الصيف. لكن البنك احتفظ بتوقعاته لنفط برنت عند متوسط 102 دولارًا للبرميل لعامي 2022 و 2023.
فيما أبقي جولدمان ساكس علي توقعاته عند 125 دولارًا للبرميل لأسعار النفط خلال النصف الثاني من 2022. وأوضح داميان كورفالين رئيس أبحاث الطاقة في البنك: «أنه خلال الفترة الحالية سيكون هناك تقلب ، وهناك خطر محتمل في الاتجاه الصعودي بمجرد أن تصبح خسارة الصادرات الروسية أكثر وضوحًا واستمرارية».
أسواق النفط العالمية.. ما بين تباطوء متوقع للطلب ونقص المعروض
العرض
وفيما يتعلق بإمدادات النفط ، قال مورجان ستانلي أن عجزًا يبلغ حوالي مليون برميل يوميًا سيكون مستمرًا حتى نهاية 2022، حيث من المرجح أن تتفاقم مشكلات الإمداد بسبب تدهور الاهتمام بشراء النفط الروسي وعدم إحراز تقدم في إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
ويري جولدمان ساكس أن الأسواق العالمية وخاصة الأوربية ستواجه «صدمة العرض» حيث إن خطر تعرض موردي الطاقة الروس للعقوبات، و فشل الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق مع إيران حتي الآن، كلها عوامل يمكن أن تعيق إمدادات النفط.
الطلب
وعلي صعيد الطلب، قال بنك أوف أمريكا أنه قد يتراجع مؤقتًا في الربع الأول من عام 2022 مع صعود أسعار النفط. موضحا إن اندفاع الحكومات لخفض الضرائب على الطاقة ، وتقديم الإعانات ، وفتح الاحتياطيات الاستراتيجية يشير إلى أن أي تراجع في الطلب مدفوع بالأسعار قد يكون قصير الأجل.
وقال كورفالين من جولمان ساكس: «لا نتوقع أن يستمر الإغلاق في الصين لأكثر من 6 أشهر، لذا فإن تأثير ذلك علي الطلب سيكون علي المدي القصير». مضيفا: « ربما يتم إنهاء عمليات الإغلاق ولكنها لا تزال لا تحل حقيقة أنك كنت تعاني من عجز هيكلي الآن».
وأوضح: أن «الطلب على النفط مرتفعًا بشكل قياسي قبل عمليات الإغلاق. انخفض الاستثمار في النفط خلال السنوات الثلاث الماضية. لذا ، مع تلاشي عمليات الإغلاق هذه ، تعود إلى المشكلة الأولية ، وهي استمرار نقص الاستثمار ، والتي تتطلب أسعارًا أعلى».
فيما قلص مورجان ستانلي، توقعاته لنمو الطلب على النفط إلى 2.7 مليون من 3.4 مليون برميل يوميا.